| ملف من مكارم اخلاق المؤمنين | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
باسم ابو محمد رئيس مجلس الادارة
عدد الرسائل : 885 العمر : 58 الدولة : الاردن الدوله : تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: ملف من مكارم اخلاق المؤمنين الخميس نوفمبر 06, 2008 9:45 pm | |
| القوة في الدين , من اخلاق المؤمنين
القوة في الدين، والقوة في الأخذ به والصبر على البلاء فيه، مظهر من مظاهر الرجولة الحقة، وهى حال الأنبياء والمرسلين ومن تابعهم
بإحسان إلى يوم الدين، فالثبات على دين الله والصدع بكلمة الحق في مواجهة الطغاة والطواغيت هو شأنهم.. ووجود واحد من هذه العينة
القوية خير من بقاء طوابير طويلة تعطى الكفرة الفجرة ما يطلبونه وما يريدونه ولو بالقول، وهذه القوة تثمر محبة الله ورضاه، وقد أمر بها
سبحانه وتعالى في كتابه قال تعالى: (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ) "مريم:12" أي بجد وحرص واجتهاد،
وأمر بها موسى عليه السلام قال تعالىٍفَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا) "الأعراف:145" وأمر بها بنو إسرائيل:
(خُذُواْ مَآ آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ) "البقرة:63" قال مجاهد : بقوة أي يعمل بما فيه ،
وهى الطاعة والجد أيضا، وهذا للأسف عكس ما هو واقع في حياتنا وحياة الناس وكأننا لم نأخذ درسا، فالأزمات والنكبات وتسلط الأعداء
على رقاب البلاد والعباد يتطلب قوة إيمان وعمق يقين، وهذا هو المخرج من الفتنة فلا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه ولا عاصم من أمر
الله إلا من رحم، ولكننا نأبى إلا أن نكون "كالمستجير من الرمضاء بالنار"، أو
كالعير بالرمضاء يقتله الظما .. ... .. والماء فوق ظهورها محمول
نزداد عصياناً وتفريطاً في دين الله، ونبدل في مفهوم الولاء والبراء، ونغير شرع الله في مناهج التعليم والإعلام وفى حياتنا الخاصة
والعامة إرضاءً لأعداء الإسلام والمسلمين؛ فنزداد بذلك ضعفاً على ضعفنا ويزدادون هم طغيانا على طغيانهم.. وكأنه لا سبيل عندنا للخروج
من الواقع السيئ والأخذ بأسباب القوة الحقيقية وردع الأعداء عن غيهم وضلالهم.
لقد كان المشركون إذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين، يقذفون أصنامهم في البحر ويقولون يا رب، والبعض منا تنزل به
الشدة فيتعلق قلبه بالمخلوقين بل بأعدائه وكأن الذئاب يطلب منها رعاية الغنم!!! أيهدونكم وقد أضلهم الله, أيكرمونكم وقد أذلهم الله
(هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُم) "آل عمران:119".
إن القوة لا تطلب من الخلق فكلهم ضعيف حتى وإن كان مسلماً فكيف ننشدها من أعدائنا وقد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم
أكبر..
لقد كان بنو إسرائيل مستضعفين في الأرض وكان فرعون يدَّعى الربوبية والألوهية ويذبح أبنائهم ويستحيي نساءهم ويستخدمهم في
أعمال السخرة، فما أمروا بخنوع أو باستمراء المذلة والمهانة أو بتكريس الواقع السيئ المؤلم أو بتغيير المفاهيم الإيمانية أو بتحليل
الحرام وتحريم الحلال كما يطالب البعض ويفعل آخرون وإنما قيل لهمخُذُواْ مَآ آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ).
إن القوة الحقيقية تحدث عندما نصل الأرض بالسماء والدنيا بالآخرة وتتعلق القلوب بالقوى المتين ، فقوة الله فوق كل شئ: (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ
الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) "هود:66"، وقال تعالى: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) "الحج:40"
وقال تعالى: (كَتَبَ اللَّهُ لأغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) "المجادلة:21" وقد أمرنا سبحانه بإعداد العدة
والأخذ بأسباب القوة كائنة ما كانت معنوية كانت أو مادية ، فقال جل وعلا: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ
الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُم) "الأنفال:60" وفى الحديث: "ألا إن القوة الرمي" رواه مسلم.
وأعظم صور القوة قوة الإيمان واليقين ففي حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"المؤمن القوى خير وأحب
من المؤمن الضعيف وفى كل خير أحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز..." الحديث رواه مسلم .
قد يتسلط الكفار على ديار المسلمين فتجد البعض يرجف ويخذل ويهول من قوة الأعداء ويهون من شأن المسلمين، وهذا من ضعف الإيمان
وتلاعب الشيطان بهؤلاء: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) "
آل عمران:175" وقد تنعكس الموازين ونصبح كالأسد الهصور في التعامل مع الصالحين وكالنعامة في مواجهة الأعداء الكافرين قال تعالى:
(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ) "الفتح:29" قال ابن عباس رضى الله
عنهما - كان أهل الحديبية أشداء على الكفار آي غلاظ عليهم كالأسد على فريسته. وهذه صفة المؤمنين أن يكون أحدهم شديداً عنيفاً على
الكفار ورحيماً باراً بالأخيار عبوساً غضوباً في وجه الكافر ضحوكاً بشوشاً في وجه أخيه المؤمن كما قال ابن كثير، وكان النبي صلى
الله عليه وسلم يصبر على الأذى فيما يتعلق بحق نفسه وأما إذا كان لله تعالى فإنه يمتثل فيه أمر الله من الشدة.. وهذه الشدة مع الكفار
والمنتهكين لحدود الله خير رادع لهم وفيها تحقيق للأمن والأمان..
عدل سابقا من قبل باسم ابو محمد في الجمعة نوفمبر 07, 2008 11:48 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
باسم ابو محمد رئيس مجلس الادارة
عدد الرسائل : 885 العمر : 58 الدولة : الاردن الدوله : تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: ملف من مكارم اخلاق المؤمنين الخميس نوفمبر 06, 2008 9:46 pm | |
| سير الأنبياء عليهم السلام
ومن نظر في السنن والسيرة وطالع قصص الأنبياء والمرسلين لوجد أن القوة في الأخذ بدين الله وفى مواجهة الكافرين والدعوة إلى الله
رب العالمين سمة واضحة في حياتهم.
فهذا نبي الله نوح دعا قومه ليلاً ونهاراً و سراً وجهارا، قيل كان يدخل لهم في بيوتهم لدعوتهم، أدماه قومه وكان يغمى عليه فإذا أفاق
قال لهم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره، واستمر يدعو ألف سنة إلا خمسين عاما وفى النهاية ما آمن معه إلا قليل!! فهل فتر أو ضعف
أو ترك الدعوة؟! كلا.. بل أمر بصنع السفينة فصنعها على اليابسة وكان يعلم أن الله مجريها ومرسيها وكلما مر عليه ملأ من قومه
سخروا منه قال (إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ) " هود : 38 " .
وهذا نبي الله إبراهيم يكسر الأصنام ويدعو أباه ويواجه قومه ويناظر النمرود الذي امتلك الدنيا - ويسكن هاجر وولده إسماعيل هذا المكان
القفر ويهم بذبح ولده نزولا على أمر الله ويرتحل هنا وهناك ويقول إني ذاهب إلى ربى سيهدين مجاهداً في سبيل الله حق جهاده غير هياب
ولا وجل من قوة أرضية مادية (إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكراً لأنعمه اجتباه وهداه
إلى صراط مستقيم).
وهذا نبي الله موسى يواجه فرعون الذي ادعى الربوبية والألوهية مع الله - ويناظر السحرة قيل كانوا سبعون ألف ساحر - واضطر للخروج
إلى مدين -وهناك قالت الفتاة لأبيها: (يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) "القصص:26" .
ثم ظهرت قوته في دعوته لبنى إسرائيل والصبر عليهم ودعوتهم للثبات على دين الله (اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ
إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) "الأعراف:128". وتعظيمه لشعائر الله من صور قوته ظهر ذلك في
إلقاء الألواح وأخذه برأس أخيه يجره إليه .
ومن طالع سيرة سيد الأولين والآخرين صلوات الله وسلامه عليه وجد القوة الإيمانية في تمامها وكمالها، فدعوته لقومه وصبره على
أذاهم في شخصه الكريم وفى أصحابه الغر الميامين بلسان حال ينطق: "لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في
يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه"، عرضوا عليه العروض السخية لترك دعوته فما لانت
قناته، وتآمروا عليه لقتله فأنجاه الله منهم، واضطر للهجرة من أحب بلاد الله إلى الله ومن أحب بلاد الله لنفسه الشريفة وما تخلف عن
جهاد في سبيل الله في مكة أو المدينة. وقد جمعت له القوة المادية إلى القوة الإيمانية فكان يثبت إذا اشتد البأس أو حمى الوطيس وكان
الشجاع من أصحابه من يحتمي به، ويوم حنين عندما انكشف المسلمون وقف صلى الله عليه وسلم يقول: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد
المطلب حتى التف أصحابه حوله, وصارع ركانة - وكان من مشاهير العرب في القوة فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار،
وكان يتعبد في غار حراء الليالي ذوات العدد وتزوده أم المؤمنين السيدة خديجة لمثلها. وذلك قبل البعثة فمن منا يطيق مثل ذلك.
والصالحون أيضا
ولو نظرنا في أحوال الصالحين لوجدنا المتابعة الصادقة وأخذ الأمر بكل قوة دون تغيير وتبديل لقد شاهد صاحب يس مصرع المرسلين
ورغم ذلك أتى من أقصى المدينة يسعى يجدد الدعوة ) اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ
( " يس : 21 " آلم يكن يتخوف على نفسه الهلاك ولماذا لم يحسب حساباً لبيته وأسرته ؟ !!! لقد فوض الأمر لله ، وعلم أن الله لا يضيع
أولياءه ، الذين يستقيمون على شريعته في عسرهم ويسرهم ومنشطهم ومكرههم فلما أخذوه وقتلوه نصحهم ميتاً كما نصحهم حياً - وقال )
يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ( "يس:27" وهانوا هم على ربهم
(وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون يَا
حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ( " يس : 28-30 " , إن قوة الإيمان وعمق اليقين كان السبب وراء موقف أصحاب الكهف ومؤمن آل فرعون
وعبد الله الغلام وأصحاب الأخدود ..... وبماذا نفسر موقف سمية وزوجها ياسر و ابنها عمار والكل يؤذى في سبيل الله ورغم ذلك ما نرى
إلا الثبات على طاعة الله وكان المشركون يضعون بلال في حر الظهيرة وعلى ظهره كتل الصخر وهو يردد أحدٌ أحدٌ وكانت أم تميم تسخن
كتل الحديد حتى تحمر ثم تضعها على رأسه حتى يتلوى من الألم ---- إن طابور المعذبين في الأرض طابور طويل منهم من سجن ومنهم
من قتل أو طرد ومنهم من كان يؤتى بالمنشار فيوضع فوق رأسه ما يصرفه ذلك عن دينه أبدا ومنهم من كان يمشط بأمشاط الحديد ما
بين لحمه وعظمه ما يصرفه ذلك عن دينه أبدا وقد أوذى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أوذى أحد فما ضعفوا وما استكانوا بل
قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل , فيا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا واحذروا من الإيمان ببعض الكتاب والكفر بالبعض الآخر فما جزاء من
يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة تردون إلى أشد العذاب ) وَمَا ربك بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
( " النمل : 93 " الحذر كل الحذر من خصال المنافقين الذين يعبدون الله على حرف الرخاء والسعة ) وَمِنَ النَّاسِ مَن
يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ . الذين
يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا( " الحج:11" غدا
ينكشف الغطاء ويتبين لمن كانت بضاعته النفاق إن ما حصله كان سراباً يحسبه الظمآن ماء (حتى إذا جاء لم يجده شيئا
ووجدالله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب ) لا براءه لكم ولا عذر في تغيير دين الله وتبديل شرع الله
( قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلى) " يونس : 15" لا تتذرعوا
برخصه ولا استكراه في غير موضعه - فالحياة هينة والجنة سلعة غالية تموت الحرة ولا تأكل بثديها إلا أن موته في طاعة الله خير من
حياة في معصيته ، واعلموا أن هلكة أعدائكم في افتخارهم بقوتهم ( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ
وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ) فصلت (15) .
قد تضعف أبداننا ولا تضعف معاني الإيمان واليقين في قلوبنا، فاثبتوا يا عباد الله فمن نكث فإنما ينكث على نفسه،
(وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم).. | |
|
| |
باسم ابو محمد رئيس مجلس الادارة
عدد الرسائل : 885 العمر : 58 الدولة : الاردن الدوله : تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: ملف من مكارم اخلاق المؤمنين الجمعة نوفمبر 07, 2008 11:50 pm | |
| | |
|
| |
باسم ابو محمد رئيس مجلس الادارة
عدد الرسائل : 885 العمر : 58 الدولة : الاردن الدوله : تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: ملف من مكارم اخلاق المؤمنين السبت نوفمبر 08, 2008 12:02 am | |
| المراقبة
إن الله اللطيف الخبير وسع كل شيء علما،لا يخفى عليه شيء في اسماوات ولا في الأرض ‘وإذا علم العبد هذه المعاني وجب عليه
ان يراقب ربه في كل حركاته وسكناته.والمراقبة هي دوام علم العبد وتيقنه باطِّلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه،
وهي ثمرة علم العبد بأن الله رقيب عليه، ناظرٌ إليه، سامع لقوله، وهو سبحانه مطلع على عمله كل وقت وكل طرفة عين.
قال الله تعالى: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) [الحديد:4]، وقال تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ
اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ) [البقرة:235]، وقال: (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً)
[الأحزاب:52].
وفي حديث جبريل عليه السلام أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان فقال: "أن تعبد الله كأنك تراه،
فإن لم تكن تراه فإنه يراك". ولله در الإمام أحمد رحمه الله وهو يقول:
إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل.. ... ..خلوتُ ولكن قل عليَّ رقيبُ
ولا تحسبنَّ الله يغفــل ســـاعــةً.. ... ..ولا أن ما تخفي عليه يغيبُ
والمراقبة تعبُّدٌ لله بأسمائه الحسنى:
اعلم أيها القارئ الكريم - وفقنا الله وإياك - أن المراقبة هي التعبد لله بأسمائه: "الرقيب، الحفيظ، السميع،
العليم، الخبير، البصير، الشهيد، والمحصي"؛ فمن عقل هذه الأسماء وتعبد بمقتضاها حصلت له المراقبة.
الله هو الرقيب:
الله سبحانه هو الرقيب، يعلم أحوال عباده، ويعد أنفاسهم، حفيظ لا يغفل، وحاضر لا يغيب، قال تعالى في قول عيسى لربه:
(فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [المائدة:117].
وقد سُئل بعضهم: بم يُستعان على غض البصر؟ فقال: بعلمك أن نظر الله إليك أسبق من نظرك إلى المنظور.
وقال ابن المبارك لرجل: راقب الله تعالى. فسأله عن تفسير ذلك؟ فقال: كُن أبدًا كأنك ترى الله.
فهو سبحانه:
رقيب على كل الوجــود مهيمنٌ .. ... على الفلك الدوار نجمًا وكوكبًا
رقيب على كل النفوس وإنْ تَلُذْ.. ... بصمـت ولـم تجهـر بسـرٍ تغيبًا
رقيب تعالى مـالك الملك مبصرٌ.. ... به كل شيءٌ ظاهرًا أو محجبًا
والله هو الحفيظ:
قال تعالى: (وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ) [سـبأ:21]، فمن علم ذلك حفظ قلبه وجوارحه من معاصيه.
العليم:
فمن علم أنه سبحانه عالم بكل شيء حتى بخطرات الضمائر، ووساوس الخواطر، راقب ربه واستحيا منه، وكف عن معاصيه،
قال تعالى: (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [الملك:13].
الشهيد:
قال تعالى: (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ
وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [يونس:61].
وهكذا بقية أسمائه الحسنى التي ذكرناها، فإن التعبد لله بمقتضاها يورث القلب مراقبة الرب عز وجل.
قال عامر بن قيس: ما نظرتُ إلى شيءٍ إلا رأيتُ الله تعالى أقرب إليه مني.
وقد مرَّ ابن عمر رضي الله عنهما براعٍ فطلب منه شاةً يشتريها فقال: ليس هاهنا ربها. قال ابن عمر: تقول له: أكلها الذئب. قال: فرفع
رأسه إلى السماء وقال: فأين الله؟ فقال ابن عمر: أنا والله أحق أن أقول: أين الله؟ واشترى الراعي والغنم، فأعتقه وأعطاه الغنم.
فحريٌ بالعبد أن يراقب ربه، فهو لا يغيب عن نظره سبحانه طرفة عين: (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ
وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا) [المجادلة:7]؟
قال حُميد الطويل لسليمان بن عليّ: عظني. فقال: لئن كنت إذا عصيت الله خاليًا ظننت أنه يراك لقد اجترأت على أمر عظيم،
ولئن كنت تظن أنه لا يراك فلقد كفرت.
وقال ابن الجوزي رحمه الله: الحق عز وجل أقرب إلى عبده من حبل الوريد. لكنه عامل العبد معاملة الغائب عنه البعيد منه. فأمر
بقصد نيته، ورفع اليدين إليه، والسؤال له. فقلوب الجهال تستشعر البعد؛ ولذلك تقع منهم المعاصي، إذ لو تحققت مراقبتهم للحاضر
الناظر لكفُّوا الأكف عن الخطايا، والمتيقظون علموا قربه فحضرتهم المراقبة، وكفوا عن الانبساط.
نسأل الله أن يرزقنا خشيته ومراقبته في السر والعلن إنه ولي ذلك والقادر عليه.
عدل سابقا من قبل باسم ابو محمد في الثلاثاء نوفمبر 11, 2008 9:46 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
باسم ابو محمد رئيس مجلس الادارة
عدد الرسائل : 885 العمر : 58 الدولة : الاردن الدوله : تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: ملف من مكارم اخلاق المؤمنين الثلاثاء نوفمبر 11, 2008 9:43 pm | |
| اليقين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد:
فإن حديثنا في هذه المقالة عن مقام من أعلى مقامات الدين، وخلة من أعظم خلال العارفين، إنه اليقين.. يقول الإمام ابن القيم رحمه
الله عن منزلة اليقين: "هو من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد، وبه تفاضل العارفون، وفيه تنافسَ المتنافسون،
وإليه شمَّر العاملون، وعملُ القوم إنما كان عليه وإشاراتُهم كلُّها إليه، وإذا تزوَّج الصبر باليقين وُلد بينهما حصول الإمامة في الدين.
قال الله تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ) [السجدة:24].
وخصَّ سبحانه أهل اليقين بالانتفاع بالآيات والبراهين، فقال وهو أصدق القائلين: (وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ)
[الذاريات:20].
وخصَّ أهل اليقين بالهدى والفلاح من بين العالَمين، فقال: (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ
وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [البقرة:4، 5].
وأخبر عن أهل النار أنهم لم يكونوا من أهل اليقين، فقال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ
فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلا ظَنَّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ) [الجاثـية:32].
فاليقين روح أعمال القلوب التي هي روح أعمال الجوارح، وهو حقيقة الصِّدِّيقية، وهو قُطب هذا الشأن الذي
عليه مداره".اهـ.
التوكل ثمرةُ اليقين:
و"التوكُّل ثمرتُه ونتيجتُه، ولهذا حسُن اقتران الهدى به؛ قال تعالى: (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ)
[النمل:79]. فالحقُّ هو اليقين.
وقالت رسُل الله: (وَمَا لَنَا أَلا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا) [إبراهيم:12]. ومتى وصل اليقين إلى القلب امتلأ نورًا وإشراقًا،
وانتفى عنه كلُّ ريب وشكٍّ وسُخْطٍ، وهمٍّ وغمٍّ، فامتلأ محبَّةً لله وخوفًا منه، ورضًا به وشكرًا له، وتوكُّلاً عليه، وإنابةً إليه؛ فهو مادَّة
جميع المقامات والحامل لها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين، ويهلك آخرُها بالبخل والأمل".
أخرجه أحمد في الزهد، وحسنه الألباني.
وقال صلى الله عليه وسلم: "نجا أول هذه الأمة باليقين والزهد، ويهلِك آخِرُها بالبخل والأمل".
[رواه ابن أبي الدنيا، وحسنه الألباني].
الرسول صلى الله عليه ويسلم يسأل ربه اليقين:
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قلَّما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدَّعوات لأصحابه:
"اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحولُ بيننا وبين معاصِيك، ومن طاعتك ما تبلِّغنا به جنتك، ومن اليقين ما تُهوِّن به
علينا مصائب الدنيا، ومتِّعْنا بأسماعنا وأبصارنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على مَن ظلمنا، وانصرنا على من عادانا،
ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همِّنا، ولا مبلغ علِمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا".
[أخرجه الترمذي وحسنه الألباني].
رجحان العمل وحصول الرضا باليقين:
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: "يا حبَّذا نوم الأكياس وإفطارهم، كيف يعيبون سهر الحمقى وصيامَهم؟!
ولَمثقال ذرَّةٍ من برٍّ، من صاحب تقوى ويقين، أفضل وأرجح وأعظم، من أمثال الجبال عبادةً من المغْترين".[أخرجه أحمد].
وصحَّ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "إن الرَّوح والفرج في اليقين والرضا، وإن الغمَّ والحزن من
الشَّكِّ والسُّخط".
وكان عطاء الخراساني لا يقوم من مجلسه حتى يقول: "اللهم هبْ لنا يقينا بك حتى تهون علينا مصيباتُ الدنيا،
وحتى نعلم أنه لا يصيبنا إلا ما كُتب علينا، ولا يأتينا من هذا الرزق إلا ما قسمتَ لنا به".
وقال بلال بن سعد: "عباد الرحمن، اعلموا أنكم تعملون في أيام قصار لأيَّام طِوال، في دار زوال لدار مقام،
ودار حزن ونصبٍ لدار نعيم وخُلدٍ، ومَن لم يعمل على اليقين فلا يغْترَّ". أي أن الأفعال تدل على ضعف اليقين.
وقال رحمه الله: "كأنَّا قومٌ لا يعقلون، وكأنَّا قومٌ لا يُوقنون".
وقال رحمه الله: "عباد الرحمن، أمَّا ما وكَّلكم الله به فتضيِّعونه، وأمَّا ما تكفَّل لكم به فتطلبونه، ما هكذا بعث
الله عباده الموقنين، أذَوُو عقولٍ في طلب الدنيا، وبُلْهٌ عمَّا خلقتم له؟ فكا ترجون رحمة الله بما تؤدون من طاعة الله عز وجل، فكذلك
أشفقوا من عذاب الله بما تنتهكون من معاصي الله عز وجل".
واعلم - رعاك الله - أنه على قدر قربك من التقوى تدرك من اليقين، ولا يسكن اليقين قلبًا فيه سكون إلى غير الله تعالى.
أمثلة عطرة على علو الهمة في اليقين:
إن من يقلب صفحات التاريخ يجده يزخر بأمثلة عطرة على علو الهمة في اليقين والثقة بالله، ومنها:
خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام كان خلقه اليقين:
فكل مواقفه عليه السلام تدل على ذلك، ففي محاجَّته لقومه كان خلقه اليقين: (وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي
اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ * وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا
تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ
أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) [الأنعام:80-82].نعم ،كيف يخاف من عنده هذا اليقين؟!!.
ويتجلى يقينه وتوكله وثقته بربه حينما ألقوه في النار، وجاءه جبريل يقول: ألك حاجة؟ فيجيبه: أما إليك فلا، ثم يردد نشيده العلوي:
"حسبنا الله ونعم الوكيل".إن كل موقف من مواقف الخليل ملؤه اليقين.. إلقاء طفله الرضيع وزوجه في
البرية، همه بذبح ولده.. فصلوات ربي وسلامه عليه.
الرسول صلى الله عليه وسلم.. القمة في علو الهمة:
ومَنْ كرسول الله صلى الله عليه وسلم، حينما يشتد الكرب يبدو يقينه مثالاً يحتذى، ولا كرب أشد من ساعة الهجرة:
(إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ
عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة:40].
حين يقول له الصديق: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، والرسول صلى الله عليه وسلم يهدئ من روعه:
"يا أبا بكرٍ ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟". ثم انظر إلى يقينه بربه بعد أن جرى له ما يشيب لذكره الولدان في رحلته إلى الطائف،
وهو يقول لملك الجبال الذي عرض عليه الانتقام من المشركين: "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا
يشرك به شيئًا".
صيحة عمير بن الحمام.. منارة من منارات اليقين:
فإنه لما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض".
قال: بخٍ بخ. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما حملك على قولك: بخٍ بخٍ؟ قال: لا والله يا رسول الله، إلاَّ رجاء أن أكون من أهلها.
قال صلى الله عليه وسلم: "فإنك من أهلها". فأخرج تمرات كنَّ في قرنه (جيبه) فجعل يأكل منهنَّ ثم قال:
لئن حييتُ حتى آكل تمراتي هذه؛ إنها لحياة طويلة. فرمى بما كان معه ثم قاتلهم حتى قتل".
ولله در القائل:
يــا أمتي وأقــول اليــوم فـي ثقــة.. ... ..إني اليقـينُ فلا شيءٌ يزعزعـني
إني العـقـيـدة والإقـــدام فيـصلهـا.. ... ..وليـس غـيرُ نــداء الله يسـحـرني
أذود عنه وفـيــها عـلَّ خــاتـمـتي.. ... ..تكـون في ظلهــا يــومًا فتقبـــلـني
فاللـــيل يعــقـبـه فـجـر ومـئـذنــةٌ.. ... ..والله أكـبـر نبــراسٌ علـى الـزمـن
الهول في خطوي والنورفي دربي.. . وأظل أسمع صوتَ الحق في أذني
رزقنا الله يقينا لا يتزحزح، وقرة عين لا تنفد... اللهم آمين. | |
|
| |
باسم ابو محمد رئيس مجلس الادارة
عدد الرسائل : 885 العمر : 58 الدولة : الاردن الدوله : تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: ملف من مكارم اخلاق المؤمنين الثلاثاء نوفمبر 11, 2008 9:44 pm | |
| اليقين والرضا
إن توقع حدوث مالا تحمد عقباه يقلل بدرجة كبيرة تأثير صدمة الحدث علينا00 ليس معنى ذلك أن نظلل حياتنا بمظلة التشاؤم 00 بالطبع لا00 ولكن دوما يا أخي توقع الخير وثق في ذلك ولكن أيضا لا تنسى أن حدوث غير ذلك أمر وارد ولا تنسى دوما أننا أحجار على رقعة الشطرنج0
فإن كنت تاجرا وتنتظر إتمام صفقة مربحة00 لا تغرق نفسك في تفاؤل كامل 00 وتوقع ولو بنسبة ضئيلة عدم إتمام تلك الصفقة00 فإذا ما شاء الله إتمامها فذلك خير ونعم00 وإن قدر الله غير ذلك كان وقع ذلك أخف وأهون0 وهكذا في كل أمور حياتنا أيها السادة00 وأخص هنا موضوع حديثنا 00 فعند انتظارنا لوليد لابد أن يفرض علينا إيماننا ويقيننا بأن ندع مساحة مهما قل قدرها لافتراض أن يقدر الله لنا ابتلاء00 فإذا جاء الوليد ومعه ابتلاء الله لنا لن أقل لك يا سيدي كن ملاكا معصوما ولا آلة لا تدرك 00 إنما أعي أنك إنسان ذو مشاعر وأحاسيس00 تتألم وتضحك00 تسعد وتحزن 00 بل إن ديننا يعاملنا من هذا المنطلق 0اقرأ إن شئت قوله تعالى ( والكاظمين الغيظ ) آل عمران 134.لم يقل القرآن والذين لا يغتاظون00 لأن الحنان المنان يعلم ضعفنا وسرعة تأثرنا وسهولة ذلك00 لذا أُمرنا برد الفعل المناسب الراقي وهو كظم الغيظ0واقرأ إن شئت قوله صلى الله عليه وسلم ( ليس الشديد بالصرعة00 إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) رواه احمد 00 أي أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر بأننا بشر نتأثر وننفعل ونغضب 00 ولكن أيضا أُمرنا برد الفعل الراقي وهو أن نملك أنفسنا عند الغضب0
لذلك فإنني أعلم يا أخي كيف تكون عندما تتيقن من أن الله قد شاء ابتلاءك في فلذة كبدك00 لذا فلن ألومك أو أعاتبك على ما بداخل نفسك ما دمت لم تترجمه إلى أقوال أو أفعال00 وهنا تتجلى قوة الإيمان وقدر اليقين00 فإن شاء الله لأحدنا حرمانا ما في الدنيا فليس من الكياسة أن نحرم أنفسنا من الأجر يوم القيامة00 لذا فلا تدع ما يجب عليك قوله في تلك المواقف0 ولا تتحسر وتغضب لأن البلاء قد أصابك أنت ولم يصب غيرك 00 ولا تتساءل لماذا يصاب ابنك وابن غيرك معافى؟؟ 00 وتذكر دوما أننا أحجار على رقعة الشطرنج تحركها يد القدر كيفما شاءت وليس لنا إلا كل إيمان وتسليم وإذعان ورضا00 وقل ما علمنا ديننا قوله في هذه المواقف 00 قل ( قدر الله وما شاء فعل ) واحمد ربك على كل حال.
واعلم أن الصبر عند الصدمة الأولى. وقل : (إنا لله وإنا إليه راجعون0 اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها ) رواه مسلم) هذا الدعاء الذي قالته أم المؤمنين أم سلمة رضى الله عنها حين وفاة زوجها أبو سلمة رضى الله عنه واسمعها وهي تتحدث بصدق وتقول أنها قالت الدعاء التزاما بما علمه الشرع لها ولسان حالها يتساءل( ومن أفضل من أبي سلمة؟) 00 فكان رد القدر عليها أن تزوجها خير الأنام صلى الله عليه وسلم0 ونص الحديث هو ( ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله 00 إنا لله و إنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي و اخلف لي خيرا منها00 إلا أجره الله في مصيبته و أخلف الله له خيرا منها .(
ولكن، اعلم أنه ليس كل دعاء مستجاب0 فالدعاء إما أن يستجاب 0 أو أن يرفع به الله بلاء لا ندريه0 أو يدخره الله لك ليوم القيامة.فلا يرد القدر إلا الدعاء00 ولا يزال الدعاء والبلاء يعتركان بين السماء والأرض إلى يوم القيامة خلاصة القول
00 نحن أحجار على رقعة الشطرنج تحركنا يد القدر كيفما شاءت00 وليس لنا إلا التسليم راضين بأقدارنا00 ومهما اعتملت أنفسنا بمشاعر شتى يجب ألا نترجمها إلى أقوال أو أفعال أو اعتقادات تغضب الله 00وإنما ندعو بدعاء البلاء 00 ولا تستبطئن الإجابة فقد تأتي غدا أو بعد غد أو لا تأتي فيرفع الله بها بلاء لا تعلمه وقد يدخرها لك الرحمن ليوم القيامة 00 وتلقى أقدار الله راضيا ومن أجل ذلك لابد أن نتسلح دوما بإيمان راسخ ويقين لا حدود له0
واقرأ أخي هذه الأحاديث الصحيحة ــ ما يزال البلاء بالمؤمن و المؤمنة في نفسه و ولده و ماله حتى يلقى الله و ما عليه خطيئة . رواه الترمذي
ــ أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه و إن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض و ما عليه خطيئة . رواه البخاري.
| |
|
| |
باسم ابو محمد رئيس مجلس الادارة
عدد الرسائل : 885 العمر : 58 الدولة : الاردن الدوله : تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: ملف من مكارم اخلاق المؤمنين الثلاثاء نوفمبر 11, 2008 9:48 pm | |
| الوقار
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد فحريٌ بالمسلم أن يتحلى بكل ما يزينه ويحمله من مكارم الأخلاق،
ويبتعد عن كل ما يشينه ويسيء إليه.
وإن من مكارم الأخلاق التي يجدر بالمسلم أن يتحلى بها خلق الوقار، ونستطيع القول: إن الوقار صفة تنتج عن التحلي بمجموعة
من الأخلاق الكريمة الأخرى كالحلم والسكينة والرزانة والوداعة والثبات. ولهذا عرفه بعضهم بأنه: التأني في التوجه نحو المطالب.
وعرفه الجاحظ بأنه: الإمساك عن فضول الكلام والعبث، وكثرة الإشارة والحركة فيما يستغنى عن التحرك فيه، وقلة الغضب والإصغاء
عن الاستفهام، والتوقف عن الجواب والتحفظ من التسرع والمباكرة في جميع الأمور.
وقد حرص الشرع المطهر على تحلية المؤمنين بحلية الوقار وزينته، ففي أمر من أهم أمور المسلمين في دينهم يحثهم نبي
الإسلام على الوقار حين يقول صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار،
ولا تسرعوا، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا".
وإذا كان المسلم مطالبًا بذلك فأجدر بأهل العلم والديانة أن يحرصوا عليه ويتحلوا به. وهكذا كان العلماء من السلف رضي الله
عنهم؛ فهذا الإمام مالك رحمه الله كان إذا أراد أن يُحدِّث تنظف وتطيب، وسرح لحيته، ولبس أحسن الثياب، وقد ألقى الله عليه
الوقار حتى قيل فيه:
يَدَعُ الجوابَ ولا يُراجَـع هيبةً والسائـلـون نـواكسُ الأذقــانِ
نور الوقار وعز سلطان التقى فهو المهيب وليس ذا سلطان
وهكذا أوصى ابن مسعود رضي الله عنه أهل القرآن فقال: ينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيًّا محزونًا، حكيمًا حليمًا سكينًا، ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافيًا ولا غافلاً ولا ضحايًا، ولا صياحًا ولا حديدًا".
وقال الحسن رحمه الله: قد كان الرجل يطلب العلم يطلب العلم فلا يلبث أن يُرى ذلك في تخشيه، وهديه ولسانه، وبصره، وبره.
إن القلب إن كان حيًّا وكان بالوجه حياء حمل صاحبه على الوقار، فيوقر غيره ويتوقر هو في نفسه.
وعلى قدر توقير العبد وتعظيمه لربه يكون توقير الخلق له. فمن عظم الله ووقره زرع الله له المحبة والتوقير في قلوب الخلق.
ومن استهان بحق الله تعالى وضعف في قلبه توقير الرب، فتجرأ على معاصيه وحدوده وضيع أوامره وفرائضه، فإن الله لا يلقي
له في قلوب الناس وقارًا ولا هيبة، وإن وقَّره بعض الخلق اتقاء شره فذاك وقار بغض لا وقار حبٍّ ولا تعظيم.
وأخيرًا: ما أحسن ما قال الشاعر:
انطــق مـصـيبًا لا تكــن هــذرًا عـيابـة ناطـقًا بالفُحـش والرِّيـب
وكن رزينًا طويل الصمت ذا فِكَرٍ فإن نطقت فلا تُكثر من الخطب
ولا تجــب سـائلاً من غير تروية وبالذي مثله لم تُسأل فلا تجب
نسأل الله تعالى أن يزيننا بزينة الإيمان وأن يحلينا بحلية الوقار.. | |
|
| |
باسم ابو محمد رئيس مجلس الادارة
عدد الرسائل : 885 العمر : 58 الدولة : الاردن الدوله : تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: ملف من مكارم اخلاق المؤمنين الثلاثاء نوفمبر 11, 2008 9:53 pm | |
| اللِّيـــــن والرِّفـــــــــــق
إن التوازن في شخصية المسلم ليجمع الشدة والرحمة ، وإن من الحكمة مراعاة كل ظرف بما يناسبه، والتعامل مع كل حالة بما تقتضيه؛ من
الأخذ بقوة أو الرفق واللين ، غير أنه يبقى أن الأصل في التعامل الاجتماعي اللين والرقة ، ما لم يقم ما يقتضي خلاف ذلك .
أما حين تنضب ينابيع العاطفة ، فلابد من تطهير القلب من عوامل القسوة ؛ لتنعكس صورة اللين على المعاملة والسلوك .
إن طول الزمن قد يخفف من رقة الشعور ، وتطاول الأيام قد ينسي بعض القيم ، وتقادم العهد قد يغير المشاعر القلبية ، ما لم يتعهد المرء نفسه
ويجلو قلبه ، ليبقى حاضر الفكر ، واعي القلب ، يقظ الإحساس ، ولأن اللين ظاهرة سلوكية تنبع عن قلب لين ، فقد عاتب ربنا وعز وجل
الصحابة الكرام رضوان الله عليهم حين رأى منهم تغيرا في القلوب ، يقول الله تعالى : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ
قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)
[الحديد:16].
وحدث ابن مسعود فقال: (ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية ... إلا أربع سنين ) وزاد في رواية
( فجعل ينظر بعضنا إلى بعض ويقول : ما أحدثنا ؟ )
فإن كان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم قد احتاجوا إلى تلك اللفتة القلبية بعد أربع سنوات من إسلامهم ، فكم تحتاج قلوبنا إلى تعهد
وتزكية ؟!
وقسوة القلب قد تكون أحيانا نتيجة المعاصي ، ومظهراً من مظاهر غضب الله سبحانه وتعالى على العبد ، ولذلك يقول مالك بن دينار :
( ما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة قلب ، وما غضب الله على قوم إلا نزع الرحمة من قلوبهم . ) .
وإن العيش في أعطاف النعمة ليجعل على القلب غشاوة ، تشغل المرء بذاته ، من همته ، ولذلك رأى محمد بن كعب في الآية السابقة توجيها
آخر فقال :
( كانت الصحابة بمكة مجدبين ،فلما هاجروا أصابوا الريف والنعمة ففتروا عما كانوا فيه فقست قلوبهم فوعظهم الله
فأفاقوا ) ،
ألا فلنتواص حتى نفيق ..
إن الانشغال بلغو الكلام وتتبع الهفوات يجفف منابع اللين في القلب ، وتنعكس الآثار على صورة حدة في التعامل . جاء في موطأ الإمام مالك
قوله : ( بلغني أن عيسى عليه السلام قال لقومه : لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله تعالى ؛ فتقسو قلوبكم ؛ فإن القلب القاسي
بعيد من الله ، ولكن لا تعلمون ، ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب ، و انظروا فيها كأنكم عبيد ، فإنما الناس رجلان : معافى ومبتلى .
فارحموا أهل البلاء ، واحمدوا الله على العافية ).
إن شخصية الداعية لتقتضي القدرة على التعامل مع الناس باللين . وقد تعجبت السيدة عائشة من موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
استأذن رجل بالدخول عليه ، فنعته بقوله : (( بئس أخو العشيرة )) ( فلما دخل ألان له الكلام
) صحيح البخاري .
وليس عجيبا أن يكون هذا شأن نبينا صلى الله عليه وسلم وهو القائل : (ما كان الرفق في شيء إلا زانه...الحديث )
ولما سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال، أوجزها له في صفات ذكر منها : ( لين الكلام وبذل
الطعام ... ) ( مسند أحمد ) .
وإذا كان قصدنا الفوز برضا الله عز وجل ، والنجاة من النار ، فإن المسلم لينال باللين ما لا يناله بالغلظة والشدة ، كما في الحديث :
( حُرِّم على النار : كل هيّن ليّن سهل ، قريب من الناس ) صححه الألباني : صحيح الجامع 3135).
ويمكن أن يكون تكلف السلوكيات اللينة مدخلا إلى اكتساب اللين القلبي ، فقد شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال له :
( إن أردت أن يلين قلبك ، فأطعم المسكين ، وامسح رأس اليتيم ) حسنه الألباني : صحيح الجامع 1410) .
وكثيرا ما يحرش الشيطان في الصدور ، حتى في لحظة القيام للصلاة ، وتسوية الإمام للصفوف ، بتأخير هذا وتقديم ذاك إلى أن يستقيم الصف
، وقد كان من وصيته صلى الله عليه وسلم قبل الدخول في الصلاة : ( ... ولينوا في أيدي إخوانكم ... ) صححه
الألباني ) (صحيح الجامع 1187ورواه أبو داود).
لأن إقامة الصفوف وسد الخلل تقتضيان الاستجابة وعدم المعاندة .وليس المقصود باللين عدم إنكار المنكر ، وإنما اللين في الأسلوب حيث
يغني اللين ويحقق الغرض ، وذلك باستنفاذ جميع الوسائل الممكنة التي تضمن الاستجابة ، ولا تستعدي الآخرين ، وراجعي ـ إن شئت ـ حديث
البخاري في قصة الرجل الذي جامع أهله في نهار رمضان ، كيف عرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عدداً من الخيارات للتكفير عن
ذنبه فقال له : ( هل تجد رقبة تعتقها ؟ قال لا ، قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال :لا قال : فهل تجد إطعام
ستين مسكينا ؟ قال : لا ) فجاء النبي صلى الله عليه وسلم تمر ، فأعطاه للرجل ، وقال له : ( خذ هذا فتصدق به فقال الرجل : على
أفقر مني يا رسول الله ، والله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر من أهل بيتي ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ، ثم قال : أطعمه
أهلك . ) ( البخاري ) .
فاللين صورة من صور الرحمة يضعها الله في قلب العبد ، قال تعالى ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ
الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) [آل: عمران:159].
والرفيق الرحيم أحق الناس برحمة الله عز وجل كما في الحديث : " الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى . ارحموا من
في الأرض يرحمكم من في السماء ".( صحيح الجامع 3522).
ولذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كان أرحم الناس بالصبيان والعيال ) ( صحيح الجامع 4797) ونفى
كمال الإيمان عمن لا يرحم ،
حيث قال عليه الصلاة والسلام : ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، ويعرف شرف كبيرنا ) ( صحيح الجامع 5444) .
وحتى الرحمة بالمخلوقات من أسباب استحقاق رحمة الله في الآخرة ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم : ( من رحم ولو
ذبيحة عصفور ، رحمه الله يوم القيامة) (حسنه الألباني ) .
والعلاقات الأسرية مع الأهل وذوي الرحم ، ينبغي أن يسودها الرفق واللين ؛ للمحافظة على تماسك بنيان الأسرة المسلمة وصفاء أجوائها ،
كما في الحديث :
( إذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق ) . رواه أحمد
والهين اللين ينسحب رفقه على كل صور حياته ، التي تقتضي السماحة واللين في التعامل مع المؤمنين ، حتى يحظى بمحبة الله سبحانه
وتعالى ( إن الله تعالى يحب الرفق في الأمر كله ) رواه البخاري. كما نحظى بعون الله عز وجل يقول رسول صلى
الله عليه وسلم : ( إن الله رفيق يحب الرفق ، ويرضاه ، ويعين عليه ما لا يعين على العنف ... ) .
وصورة الشديد الغليظ ، الغاضب العنيف ، صورة مشينة معيبة تنفر منها الطباع البشرية ، بينما صورة السهل الرفيق ، اللين اللطيف، صورة
تزين صاحبها ، وترتاح إليها النفوس ، وتأنس إليها القلوب ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما كان الرفق في
شيء إلا زانه ، ولا نزع من شيء إلا شانه ) ( صحيح الجامع 5654).
ولا ينفي كل ما مضى أن المؤمنين أشداء على الكفار رحماء بينهم، ولا أنهم يغضبون لله ، كما أنهم يلينون لوجه الله عز وجل.
| |
|
| |
| ملف من مكارم اخلاق المؤمنين | |
|